النائب علي تركي الجمالي
المقدمة
يعتبر موضوع التقارب بين السيد مقتدى الصدر والسيد نوري المالكي من أبرز القضايا السياسية التي كانت حديث الساعة لعدة أشهر. في ظل التوترات والاختلافات العميقة بين الزعيمين، تتعقد الأمور ويصعب الحديث عن إمكانية المصالحة بينهما. هذا التحليل يسلط الضوء على الأسباب والتحديات التي تحول دون تحقيق تقارب بين الطرفين.
التعقيدات
موضوع التقارب كان حديث الساعة خلال هذا اليوم وقبل هذا اليوم ولمدة ما يقارب السنة، منذ الفترة الانتخابية في 2021 وحتى اليوم. كان السؤال المستمر هو هل سيكون هناك تقارب بين السيد الصدر والسيد المالكي؟ في إحدى الحلقات، أكدت أنه من غير الممكن أن يكون هناك تقارب، لأن الموضوع أكبر من أن يصرح به السيد المالكي ويكون من طرف واحد. الموضوع أعقد بكثير، ووصل إلى مرحلة اليوم التي ترك فيها التيار الصدري العملية السياسية.
هذه الخطوة لم تأتِ عن فراغ أو مزاجية، وإنما نتيجة اختلافات عميقة لا يمكن حلها بمجرد أخبار بسيطة على مواقع التواصل الاجتماعي. الحديث عن إنهاء الخلاف بهذه الطريقة يعتبر تبسيطًا مفرطًا للمشكلة. لا يمكن التفاؤل بسهولة حيال المصالحة بين السيد الصدر والسيد المالكي. الأمر يتطلب وضع كل الأطراف ما يريدونه على الطاولة والتفاهم بعمق.
خلال السنة التي قضيتها في عالم السياسة، درست شخصية الطرفين ووجدت أنهما كالسالب والموجب، ولا يمكن أن نتحدث عن تقارب يجمعهما. حتى مع تدخل بعض الأوساط النجفية ذات الأهمية الكبيرة، أعتقد أن الظروف الحالية ليست مواتية للصلح. لقد مررنا بظروف أصعب من الحالية، ووصلنا إلى مرحلة الدماء وكان الطرفان الرئيسيان في تلك الفترة هما السيد الصدر والسيد المالكي.
كان من الأفضل لتلك الشخصيات، سواء كانت نجفية أو خليجية، أن تتدخل في تلك الفترة بدلًا من الآن. اليوم، لا أعتقد أن هناك موجبات قوية تجعل الصلح ممكنًا. إذا كان هناك جواب سياسي من السيد المالكي يقول فيه إن الصلح قريب، فإنني أشك في ذلك كثيرًا. جل احترامي للسيد المالكي، لكن لا أعتقد أن الصلح سيحدث في الوقت الحالي.
الخاتمة
إن الحديث عن التقارب بين السيد مقتدى الصدر والسيد نوري المالكي يظل معقدًا وصعبًا في ظل الظروف الحالية والاختلافات العميقة بينهما. تحتاج هذه القضية إلى تفكير جاد وحلول مبتكرة تتجاوز مجرد التصريحات الإعلامية. بدون تفاهم حقيقي وشامل، سيظل التقارب بين الزعيمين هدفًا بعيد المنال.
